الفاضل الرضي رحمه الله (١): (من أن (عن) للمجاوزة، يعني لبعد شئ عن المجرور بسبب إحداث مصدر المعدي بها، نحو: (رميت السهم عن القوس) أي: بعد السهم عن القوس بسبب الرمي.
وكذا: (أطعمه عن الجوع) أي: بعده عن الجوع بسبب الإطعام.
وكذا: (أديت الدين عن زيد) وقولهم: (رويت عنه علما) و (أحدث عنه) مجاز كأنك نقلته عنه) (٢). (انتهى).
فمن المحتمل قويا أن يكون بمعنى (من) كما ذكره في المغني، من جملة معانيها ممثلا له بقوله تعالى: ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات﴾ (٣) مستشهدا للأول بقوله تعالى: (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا) (٤) بدليل ﴿فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر﴾ (٥) ﴿ربنا تقبل منا﴾ (6).