عندهم، ومن ثم ينقلون فتاوى الصدوق في غير مورد، بخلاف الكليني، مع أنه لا خفاء عند المتتبع في أن الكليني أيضا كان من أرباب الدراية والاجتهاد كما صرح به في بداية الكافي، باختيار التخيير في تعارض الأخبار (1).
ومع ذلك، ان ما نقل من الأخبار إنما هو بعد ترجيحه على غيره، ولم ينقل الأخبار المعارضة، كي يحتاج في الجمع بالكلمات الصادرة من الصدوق والشيخ. (انتهى). وكلامه لا يخلو عن النظر.
نعم، إن بعضهم كانوا في الدرجة القصوى من العلم والزهد والعبادة، كما حكى الكشي عن نصر (2): (إن ابن أبي عمير كان يحفظ أربعين مجلدا) (3).
وعن يونس: (إنه بحر طارس بالموقف والمذهب) (4).
وعن الفضل (5): (إنه سعى له إلى السلطان أنه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان أن يسميهم، فامتنع، فجرد وعلق بين الغفارين (6)، وضرب مائة سوط أبلغ الضرب الألم (7) فكدت أن أسمي، فسمعت نداء محمد ابن يونس يقول: يا محمد بن أبي عمير، أذكر موقفك بين يدي الله عز وجل،