قال رحمه الله في الكنى: أبو علي محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه يتصل نسبي على ما كان يذكره والدي رحمه الله بالشيخ الرئيس أبي علي بن سينا شيخ الفلاسفة في الاسلاميين واستاد الحكماء الإلهيين.
كان مولدي في شهر ذي الحجة الحرام في السنة التاسعة والخمسين بعد المائة والألف في كربلاء شرفها الله. ومات والدي ولي أقل من عشر سنين، واشتغلت على الأستاذ العلامة والسيد الأستاذ دام علاهما برهة، الا أنه كان يتخلل بين ذلك الاشتغال أكثر منه من أنواع البطالة والعطال ومقاساة الاسفار والأهوال والحل والترحال، فوقتا بالحجاز، وعاما باليمن ودهرا بالقفقاز ويوما بالوطن. نعم لكي شئ آفة وللعلم آفات، والى الله المشتكى من دهر حسناته سيئات.
وقد تطفلت على المشتغلين، ونظمت نفسي في سلك المؤلفين، مع أني لست من أهل تلك الدرج، الا أنه قد ينظم اللؤلؤ مع السبج.
ومما كتبته رسالة في الرد على الأخباريين سميتها بعقد اللآلي في الرد على الطائفة الغبية، ألفتها قبل هذا الكتاب بعشرين سنة. وترجمة رسالة فارسية في مناسك الحج للأستاذ العلامة. وترجمة رسالة أخرى فيها لولده سلمهما الله، وقد أشرت إليها في ترجمته مد ظله. ورسالة فارسية في الطهارة والصلاة والصوم انتخبتها من شرح المختصر النافع للسيد الأستاذ دام ظله سميتها بزهر الرياض، حيث أن اسم الكتاب رياض المسائل، ورسالة في واجبات الحج ومحرماته ومكروهاته ومستحباته اختصرتها عنه أيضا، والآن أنا مشتغل في الرد على صاحب نواقض الروافض، نسأل الله التمام والفوز بسعادة الختام، وأن يجعل ذلك كله خالصا لوجهه الكريم وموجبا لثوابه الجسيم انه رؤوف رحيم عطوف كريم (1) انتهى. أقول: وكتاب رجاله شاهد صدق على فضله وسعة باعه، خصوصا في الرجال، جزاه الله عن الاسلام أفضل جزاء المحسنين.