المزبور واستظهار ما استظهره أستاده العلامة: والانصاف أن مثل هذا الصحيح ليس في القوة كسائر الصحاح، بل وأضعف من كثير من الحسان، لا لما فهمه السيد الأستاذ مد في بقاه ومن شاركه، إذ لا يكاد يفهم ذلك من تلك العبارة أبدا، ولا يتبادر إلى الذهن مطلقا.
ومن المعلوم أن صدق الرجل غير تصحيح ما يصح عنه، بل لوهن الاجماع المزبور، إذ لم نقف على ما وافق " كش " في ذلك من معاصريه والمتقدمين عليه والمتأخرين عنه إلى زمان العلامة أو ما قاربه.
نعم ربما يوجد ذكر هذا الاجماع في كلام " جش " فقط من المتقدمين، وذلك بعنوان النقل عن " كش " الا أن غير واحد من علمائنا، منهم الشيخ البهائي طاب ثراه صرح بأن من الأمور الموجبة لعد الحديث من الصحيح عند قدمائنا وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصحيح ما يصح عنهم فتدبر.
لكن هذا الاجماع لم يثبت وجوب اتباعه كالذي بمعنى المصطلح لكونه مجرد وفاق، ولعل ما ذكرناه هو الداعي للسيد الأستاذ وموافقيه لحمل الكلام المزبور على خلاف معناه المعروف المشهور (1) انتهى.
أقول أولا: ان الظن في علم الرجال لما كان معتبرا، كما أشرنا في أوائل الكتاب، فلا يضر وحدة الناقل إذا لم يكن في مقابلة ما يعارضه، كيف ومدعيه غير واحد، والتأييد بما نقلناه عن كثير من المتأخرين يتقوى الظن بحصوله.
وثانيا: ان الناقل وان قلنا بوحدته الا أن الظاهر منهم تلقيه بالقبول، سيما من محققي المتأخرين، فكونه أدون وأضعف من كثير من الحسان إن كان بالنظر ان القرائن الخارجية المعتضدة للحسان، فهذا غير مثمر إذ ربما يرجح الضعيف من الاخبار على الصحيح بواسطة الاعتضاد بالشهرة ونحوها، وهذا غير القوة بالذات، وإن كان بالنظر إلى الذات فأي عالم من الرجاليين وأئمة الفن رجح الحسن على مثل