له، أي: يظهر عليه ما كان خفيا عليه. ويلزمهم أن لا يكون الرب عالما بالعواقب، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم قد ورد أن الله لم يرسل نبيا حتى يقر بالبداء التي غير ما ذكروه، بل معناه الظهور لهم بعد الخفاء.
38 - النصرانية والإسحاقية، قالوا: حل الله تعالى في علي عليه السلام إذ ظهور الروحاني في الجسد الجسماني مما لا ينكر، أما في جانب الخير فكجبرئيل، وأما في جانب الشر فكالشيطان، قالوا: لما كان علي وأولاده عليهم السلام أفضل من غيرهم ظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بأيديهم، لعنهم الله.
39 - الإسماعيلية، لقبوا بسبعة ألقاب، منها الباطنية لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره، والقرامطة لان الذي دعى الناس إلى مذهبهم رجل يقال له حمدان بن قرمط، والحرمية لاباحتهم المحرمات والمحارم، والسبعية لزعمهم أن الناطق بالشرايع سبعة وبين كل اثنين منهم سبعة من الأئمة، والبابية (1)، والمحمرة للبسهم الحمرة.
40 - الزيدية، وهم المنسوبون إلى زيد بن علي عليه السلام ويزعمون أنه الامام المفترض الطاعة، وهم ثلاث فرق نشير إليهم.
أقول: الزيدية ثلاث فرق: الجارودية، والسليمانية، والبترية.
أما الجارودية، فهم يقولون: الإمامة بعد الحسنين عليهما السلام شورى في أولادهما، فمن خرج منهم بالسيف وهو عالم شجاع فهو امام.
واختلفوا في الإمام المنتظر، فقال بعضهم: هو محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الذي قتل بالمدينة في أيام المنصور، وزعموا أنه لم يقتل. وذهب آخرون إلى أنه محمد بن القاسم بن علي بن الحسين صاحب طالقان الذي خرج في أيام المعتصم، فحمل إليه فحبسوه في داره حتى مات، وهم قد أنكروا موته، وذهب طائفة إلى أنه يحيى بن عمر صاحب الكوفة من أخيار زيد بن علي عليه السلام دعى الناس واجتمع