لكن كان منتهيا في السعي في اجراء أمور الدين مجراها (1) متشددا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قيل: انه كان أمر رجلا بأداء الزكاة وحج البيت وكان مليا ذا ثروة ولما لم يؤثر الأمر أمر خدامه أن يضربوه فعلقوه على شجرة وأولعوا في ضربه فقام ذو دعابة (2) وقال أصلح الله مولانا لا ينبغي أن يضرب المرء بتقصيرين مرة واحدة، مرة أن يؤدي الزكاة والا يضرب عليه وإذا أدى الزكاة مره أن يسافر إلى الحج فان أبى فمر خدامك ليضربوه لذلك.
ومن عجيب ما اتفق لمولانا المذكور أنه كان في تبريز رجل ذو ثروة جدا كان لا يمكنه أن يأكل من ماله حتى أنه خرج ذات يوم من الحمام فرأى غلامه كراعا فعرض عليه ليأكله فأبى فقال: هذا ليس من مالك فتمتنع عن أكله هم من مالي. وكان للرجل ابنة جميلة فزوجها مولانا المذكور ومات عن قريب فأنفق مولانا تمام المال برضى زوجتها (3) للفقراء والمساكين وبقاع الخير وبنى مدرسة واشتهر باسمه وسمعت أن المال كان عشرة آلاف تومان