والاعتماد على أمثال ذلك مع ظهور الخلاف أكثر من أن يحصى ليس على ما ينبغي، والبحث عن أبي بصير وإستعلامه [من] أشكل المباحث، فكيف يطمئن القلب في أمثال ذلك؟! ويأتي في الكنى أبو بصير يوسف بن الحارث يروي عن الباقر (عليه السلام). وكتب " م د ح " على عنوان يوسف بن الحارث هكذا:
كثيرا ما يأتي في أسانيد التهذيب وغيره رواية محمد بن أحمد بن يحيى؛ إلى آخر ما ذكره، وعلى ما ذكره يكون رواية يوسف بن الحارث عن الصادق (عليه السلام) أولى من الباقر [(عليه السلام)]، وفي عنوان عبد الله بن محمد الأسدي وفي " كش " في أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي، ثم روى رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، فكيف لا يروي هو عن غير الباقر (عليه السلام)؟!
وفي نقد الرجال: أبو بصير كنية ليحيى بن القاسم وليث بن البختري - وقيل: كنيتهما أبو محمد - وعبد الله بن محمد الأسدي ويوسف بن الحارث، وفي الأولين أشهر (1)، انتهى.
وبالجملة؛ هذا المبحث أشكل المباحث، والابتناء فيما ذكره لا يجوز في مثله، ومضى في فاتحة الكتاب عند قولنا: (فلأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)) رواية أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه عن أبيك أرويه عنك، قال: سواء؛ الحديث، وغيرها أيضا مما يناسب ذلك " جع ".
قوله: (وهذا يظهر منه المغايرة).
في نقد الرجال عند قول " صه ":
اختلف قول علمائنا فيه، فالشيخ الطوسي (رحمه الله) قال: إنه واقفي، وروى الكشي ما يتضمن ذلك...، يظهر من كلامه (قدس سره) أن أبا بصير هو يحيى بن القاسم الحذاء وهو واقفي، وما يظهر من رجال الشيخ عند ذكر أصحاب الكاظم (عليه السلام) ومن الكشي أن يحيى بن القاسم الحذاء ويحيى بن أبي القاسم رجلان حيث ذكراهما ونسبا يحيى بن القاسم الحذاء إلى الوقف لا يحيى بن أبي القاسم أبا بصير الأسدي. وقال في الرجال: اسم أبي القاسم إسحاق (2)، فليتدبر (3)، انتهى.
وكتب في الحاشية:
ويؤيده وفات يحيى بن أبي القاسم أبي بصير الأسدي قبل وفات الكاظم (عليه السلام) بثلاث وثلاثين سنة كما يظهر من كلام النجاشي وكلام الشيخ في الرجال كما نقل حيث قال: مات أبو بصير سنة خمسين ومائة، وسيجئ في الفائدة الثانية أن الكاظم (عليه السلام) مات في سنة ثلاث وثمانين ومائة (4)، انتهى " جع ".