[56] سلمان الفارسي: كنيته أبو عبد الله، أسلم بعد قدوم النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة، وكان قبل ذلك يقرأ الكتب ويطلب الدين، وكان عبدا لقوم من بني قريظة، فكاتبهم فأعان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كتابته وعتق.
قال أهل التاريخ: أول مشاهده الخندق، وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان.
[57] سفينة مولى رسول الله: روي عن سفينة قال: أعتقتني أم سلمة واشترطت علي أن أخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سماني رسول الله " سفينة " حيث كان عند متاع، فقال له رسول الله: " احمل فإنما أنت سفينة " (1).
باب الشين [58] شداد بن أوس بن ثابت: أنصاري، هو ابن أخي حسان بن ثابت، توفي بفلسطين سنة ثمان وخمسين في أيام معاوية، روى عن عبادة بن نسي، قال: دخلت على شداد بن أوس وهو يبكي، فقلت:
ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرته في مجلسي هذا فأبكاني، قلت: وما هو؟ قال:
رأيت في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرا ساءني فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي أراه بوجهك؟ قال: " أمر تخوفته على أمتي من بعدي " قلت: وما هو؟ قال: " الشرك والشهوة الخفية ". قال: قلت: أيشرك أمتك بعدك؟ أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا، ولكن يراؤون بأعمالهم، قلت: أذلك شرك؟ قال: " نعم ". قلت: فما الشهوة الخفية؟ قال: " أن يصبح أحدهم صائما فيعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر لها ويدع صومه " (2).
[59] شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة: أسلم يوم حنين. روى مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به، ولكن أنفت أن يظهر هوازن على قريش فقلت - وأنا واقف مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) -: يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا، قال: " يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر "، فضرب يده على صدري ثم قال: " اللهم اهد شيبة " فعل ذلك ثلاثا، فوالله ما رفع يده من صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه. الحديث (3).
أقول: فيه دلالة على أن كل خارج مع رسول الله لم يكن خروجه للإسلام.
قيل: توفي سنة ثمان وخمسين.