[902] ملحق: محمد بن علي بن كميل (1) الأسترآبادي مد الله تعالى في عمره وزاده الله في شرفه، فقيه، متكلم، ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبادها وزهادها، حقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقا لا مزيد عليه، كان من قبل من سكان عتبة العلية على ساكنها من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها، واليوم من مجاوري بيت الله الحرام ونساكهم، له كتب جيدة منها: كتاب الرجال حسن الترتيب يشتمل على جميع أسماء الرجال، يحتوي على جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم من المدح والذم إلا شاذا، ومنها: كتاب آيات الأحكام. قاله في نقد الرجال (2).
أقول: كتاب الرجال الذي أشار إليه هو هذا الكتاب الذي أضف إليه كتاب الإكليل وسماه (رحمه الله) ب: منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال، وهو كتاب لم ير مثله في كتب هذا الفن، مشتمل على تحقيقات وتدقيقات لم يسبق إليها أحد من أصحابنا، قد بذل (رحمه الله) فيه جهد. شكر الله سعيه، وكأنه (رحمه الله) أدام نظره في هذا الكتاب والفكرة فيه وأطال منه زمان التأليف، فإن سوق الكلام على هذا المنهج وتوضيح الأقوال وإيراد المقاصد بكمالها مع أنه لم ير فيه زلة ولم يظهر عنه عثرة في تحقيق المقاصد وتبيين المرام عجب كل العجب (3)، ولم يتيسر مثل ذلك إلا بتوفيق الله تعالى.
وحيث كان غرضه (رحمه الله) الاختصار والإيجاز في هذا الكتاب المستطاب، ضاق بعض العبارات من أداء المقصود، وكتاب نقد الرجال مع اختصاره وقلة حجمه كالشرح والتوضيح لهذا الكتاب، وصاحب نقد الرجال وإن لم يعبر عما ذكره المصنف بإسناده إليه إلا في ترجمة عمرو بن خالد، لكن لم يذهب منه فائدة من فوائده، فكتاب نقد الرجال مع اختصاره وقلة الحجم وعليك بمراجعة هذا الكتاب جامع بجميع فوائد منهج المقال مع شيء آخر، ونعم ما قال القائل شعرا:
وهو بسبق حائز تفضيلا * مستوجب ثنائي الجميلا وكانت الحاجة ماسة إلى انضمام ما يتعلق بكتاب المنهج من كتاب نقد الرجال، بعد ما أضفناه صار كتاب المنهج بإضافة الإكليل إليه كتابا كاملا مستغنيا عن غيره " جع ".
[903] محمد بن ماجيلويه في العيون:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم قال: حدثني أبو سمينة محمد بن علي الكوفي الصيرفي، عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا (عليه السلام) قال: دخل رجل