(قوله ثم لا يخفى إن ذيل موثقة عمار فإذا علمت فقد قذر وما لم تعلم فليس عليك يؤيد ما استظهرنا منها... إلخ) أي ان ذيل الموثقة يؤيد ما استظهرنا منها من كون المغيا دليلا اجتهاديا والغاية استصحابا (وتوضيح التأييد) مما يحتاج إلى مقدمة وهي ان المغيا على مختار المصنف في الكتاب كما تقدم وعرفت هو دليل اجتهادي محض فقوله عليه السلام كل شيء طاهر قضية مستقلة تثبت الطهارة الواقعية للأشياء بعناوينها والأولية كالماء والتراب والحجر والمدر ونحو ذلك وليست هي مربوطة بالغاية أصلا ولا هي مغياة بالعلم بالنجاسة كي تكون الطهارة ظاهرية ويكون المغيا قاعدة الطهارة أبدا وأما قوله حتى تعلم انه قذر فهو استصحاب أي حكم باستمرار تلك الطهارة الواقعية الثابتة للأشياء بعناوينها الأولية إلى العلم بالقذارة فينتهي الاستمرار وينقطع (فإذا عرفت) هذه المقدمة فنقول إن حاصل كلام المصنف انه يؤيد ما ذكرنا من كون المغيا دليلا اجتهاديا محضا وقضية مستقلة غير مربوطة بالغاية أصلا ظهور الذيل في التفرع على الغاية وحدها فقوله فإذا علمت فقد قذر متفرع على منطوق الغاية وقوله وما لم تعلم فليس عليك متفرع على مفهوم الغاية فلو كان المغيا مرتبطا بالغاية وكان المجموع قاعدة الطهارة لكان الذيل متفرعا على المجموع لا على الغاية وحدها (وفيه) ان كل ذلك دعوى بلا شاهد بل ظاهر الذيل هو التفرع على مجموع المغيا والغاية فقوله فإذا علمت فقد قذر متفرع على الغاية وما لم تعلم فليس عليك متفرع على المغيا بالغاية فتأمل جيدا.
(٩٤)