ووفدي يا ملائكتي انهضوا إلى عبادي فاطعموهم فقربت إليهم من لحوم الطير كأنها البخت لا ريش لها ولا عظم فأكلوا ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا اسقوهم فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون بأباريق الذهب والفضة بأشربة مختلفة لذيذة آخرها كلذة أولها لا يصدعون عنها ولا ينزفون ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا فكهوهم فيقرب إليهم على اطباق مكالة بالياقوت والمرجان من الرطب الذي سمى الله أشد بياضا من اللبن وأشد عذوبة من العسل فأكلوا ثم ناداهم الرب من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا وفكهوا أكسوهم ففتحت لهم ثمار الجنة بحلل مصقولة بنور الرحمن فاكسوها ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فهاجت عليهم ريح يقال لها المثيرة بأباريق المسك الأبيض الأذفر فنفخت على وجوههم من غير غبار ولا قتام ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا واشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وعزتي لا تجلين لهم حتى ينظروا إلى فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد فتجلى لهم الرب ثم قال السلام عليكم عبادي انظروا إلى فقد رضيت عنكم فتداعت قصور الجنة وشجرها سبحانك أربع مرات وخر القوم سجدا فناداهم الرب عبادي ارفعوا رؤسكم فإنها ليست بدار عمل ولا دار نصب انما هي دار جزاء وثواب وعزتي ما خلقتها الا من أجلكم وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا الا ذكرتكم فوق عرشي * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني جبريل قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة فبأي بنات تعاطيه لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوءه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لما رأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينما هو متكئ معها على أريكته إذا شرق عليه نور من فوقه فيظن ان الله تعالى قد أشرف على خلقه فإذا حوراء تناديه يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله ولدينا مزيد فيتحول إليها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينما هو متكئ على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه يا ولى الله اما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول انا من اللواتي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد قال لو أن أدنى أهل الجنة نزل به أهل الجنة كلهم لا وسعهم طعاما وشرابا ومجالس وخدما * وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن مرة قال من المزيد ان تمر السحابة باهل الجنة فتقول ماذا تريدون فأمطره لكم فلا يدعون بشئ الا أمطرتهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وكم أهلكنا قبلهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فنقبوا في البلاد قال أثروا * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فنقبوا في البلاد قال هربوا بلغة اليمن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد نقبوا في البلاد من حذر الموت * وجالوا في الأرض أي مجال * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله فنقبوا في البلاد قال ضربوا في الأرض * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله هل من محيص قال هل من مهرب يهربون من الموت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فنقبوا في البلاد هل من محيص قال حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا * قوله تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال آنفا ليس معهم قلوب * وأخرج البخاري في الآداب والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب قال إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة * وأخرج البيهقي عن علي ابن أبي طالب قال التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين والعقل خير صاحب والأدب خير ميزان ولا وحشة
(١٠٩)