بلغنا ان الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا كل عشية بعد العصر فينادى الملك الق تلك الصحيفة وينادى الملك الآخر ألق تلك الصحيفة فيقولون ربنا قالوا خيرا وحفظنا عليهم فيقول انهم لم يريدوا به وجهي وانه لا أقبل الا ما أريد به وجهي وينادى الملك الآخر اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا فيقول يا رب انه لم يعمله فيقول انه نواه وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا في الاخلاص وأبو الشيخ في العظمة عن ضمرة ابن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة يصعدون بعمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين قال ويصعدون بعمل العبد من عباد الله فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه فضا عفوه له واجعلوه في عليين * وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال ان يكتبها قال صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فان استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وان لم يستغفر الله كتب عليه سيئة واحدة * وأخرج أبو الشيخ في التفسير عن حسان بن عطية قال تذاكروا مجلسا فيه مكحول وابن أبي زكريا ان العبد إذا عمل خطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات فان استغفر الله والا تكتب عليه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن أبي رباح انه قال إن من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله ان يقرأه أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر وان تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها أتنكرون ان عليكم حافظين كراما كاتبين وان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو نشر صحيفته التي ملا صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية قال بينما رجل راكب على حمار إذ عثر به فقال تعست فقال صاحب اليمين ما هي بحسنة فاكتبها وقال صاحب الشمال ما هي بسيئة فاكتبها فنودي صاحب الشمال ان ما ترك صاحب اليمين فاكتبه * واخرج ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز قال جاءت بنت الربيع بن خيثم وعنده أصحاب له فقالت يا أبتاه اذهب العب قال لا قال له أصحابه يا أبا يزيد اتركها قال لا يوجد في صحيفتي انى قلت لها اذهبي فالعبي لكن اذهبي فقولي خيرا وافعلي خيرا * وأخرج البيهقي في الشعب عن حذيفة بن اليمان ان الكلام بسبعة أغلاق إذا خرج منها كتب وإذا لم يخرج لم يكتب القلب واللهاة واللسان والحنكين والشفتين * وأخرج الخطيب في رواة مالك وابن عساكر عن مالك انه بلغه ان كل شئ يكتب حتى أنين المريض * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال يكتب على ابن آدم كل شئ يتكلم به حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن الفضيل بن عيسى قال إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له كف قال لا وما يدريني لعله يقول لا إله إلا الله فاكتبها له * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال يكتب من المريض كل شئ حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين اكتبوا لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال إذا مرض العبد قال الملك يا رب ابتليت عبدك بكذا فيقول ما دام في وثاقي فاكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل * وأخرج ابن أبي شبة والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ قال إذا ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال ارفع وقال لصاحب اليمين اكتب لعبدي ما كان يعمل * وأخرج ابن أبي شيبة عن النضر بن أنس قال كنا نتحدث منذ خمسين سنة انه ما من عبد يمرض الا قال الله لكاتبيه اكتبا لعبدي ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة قال إذا مرض الرجل على عمل صالح أجري له ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال إذا مرض الرجل رفع له كل يوم ما كان يعمل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت بن مسلم بن يسار قال إذا مرض العبد كتب له أحسن ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة والدار قطني في الافراد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمر ورضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده
(١٠٤)