مسلم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما اصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال أقد جاء شيطانك قلت يا رسول الله أمعي شيطان قال نعم ومع كل انسان قلت ومعك قال نعم ولكن ربى أعانني عليه حتى أسلم * وأخرج مسلم وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل الله به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي الا ان الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني الا بخبر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل الله به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي الا ان الله أعانني عليه فأسلم * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال ليس من الآدميين أحد الا ومعه شيطان موكل به أما الكافر فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه وأما للمؤمن فهو يجانب له ينتظره حتى يصيب منه غفلة أو غرة فيثب عليه وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم * قوله تعالى (فاما تذهبن بك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال قال أنس رضي الله عنه ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى قبض ولم يكن نبي قط الا وقد رأى العقوبة في أمته الا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده فما رؤى ضاحكا منبسطا حتى قبض * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون الآية قال أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده * وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون نزلت في علي بن أبي طالب انه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو نرينك الذي وعدناهم الآية قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انك على صراط مستقيم قال على الاسلام * قوله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما وانه لذكر لك ولقومك قال القرآن شرف لك ولقومك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وانه لذكر لك يعنى القرآن ولقومك يعنى من اتبعك من أمتك * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله وانه لذكر لك ولقومك قال يقال ممن هذا الرجل فيقال من العرب فيقال من أي العرب فيقال من قريش فيقال من أي قريش فيقال من بنى هاشم * وأخرج ابن عدي وابن مردويه عن علي وابن عباس قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجيبهم بشئ لأنه لم يؤمر في ذلك بشئ حتى نزلت وانه لذكر لك ولقومك فكان بعد إذا سئل قال لقريش فلا يجيبوه حتى قبلته الأنصار على ذلك * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا ان الله علم ما في قلبي من حبى لقومي فشرفني فيهم فقال وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون فجعل الذكر والشرف لقومي من كتابه ثم قال وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعنى قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي ان الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه ومثل كلمة طيبة كشجرة
(١٨)