هذه الآية مخاطبة للكفار قال * ع * وتحتمل أن تكون مخاطبة لجميع الناس لأن الله سبحانه غني عن جميع الناس وهم فقراء إليه واختلف المتأولون من أهل السنة في تأويل قوله تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) فقالت فرقة " الرضا " بمعنى الإرادة والكلام ظاهره العموم ومعناه الخصوص فيمن قضى الله له بالايمان وحتمه له فعباده على هذا ملائكته ومؤمنو الإنس والجن وهذا يتركب على قول ابن عباس وقالت فرقة الكلام عموم صحيح والكفر يقع ممن يقع بإرادة الله تعالى الا انه بعد وقوعه لا يرضاه دينا لهم ومعنى لا يرضاه لا يشكره لهم ولا يثيبهم به خيرا فالرضا: على هذا هو صفة فعل بمعنى القبول ونحوه وتأمل الإرادة فإنما هي حقيقة فيما لم يقع بعد والرضا فإنما هو حقيقة فيما قد وقع واعتبر هذا في آيات القرآن تجده وإن كانت العرب قد تستعمل في اشعارها على جهة التجوز هذا بدل هذا.
وقوله تعالى: (وأن تشكروا يرضه لكم) عموم والشكر الحقيق في ضمنه الايمان قال النووي وروينا في " سنن أبي داود " عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" من قال: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة " انتهى.
وقوله تعالى: (وإذا مس الانسان ضر دعا ربه...) الآية (الانسان) هنا:
الكافر وهذه الآية بين تعالى بها على الكفار انهم على كل حال يلجئون إليه في حال الضرورات و (خوله) معناه ملكه وحكمه فيها ابتداء من الله لا مجازاة ولا يقال في الجزاء " خول ".