وقوله تعالى: (بان ربك أوحى لها) الباء باء السبب وقال ابن عباس وغيره المعنى أوحى إليها قال * ص * المشهور ان (أوحى) يتعدى ب " إلى " وعدي هنا باللام مراعاة للفواصل وقال أبو البقاء: (لها) بمعنى إليها انتهى.
وقوله سبحانه (يومئذ يصدر الناس اشتاتا) بمعنى ينصرفون من موضع ورودهم مختلفي الأحوال قال الجمهور ورودهم بالموت وصدورهم هو القيام إلى البعث والكل سائر إلى العرض ليرى عمله ويقف عليه وقيل: الورود هو ورود المحشر والصدر اشتاتا هو صدر قوم إلى الجنة وقوم إلى النار ليروا جزاء أعمالهم.
وقوله - جلت عظمته - (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) الآية كان النبي صلى لله عليه وسلم يسمى هذه الآية الجامعة الفاذة ويروى انه " لما نزلت هذه السورة بكى أبو بكر وقال يا رسول الله أو اسأل عن مثاقيل الذر فقال له النبي صلى لله عليه وسلم يا أبا بكر ما رأيته في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر لك الله مثاقيل ذر الخير إلى الآخرة " قال الداودي بينما عمر بن الخطاب بطريق مكة ليلا إذا ركب مقبلين من جهة فقال لبعض من معه سلهم من أين أقبلوا فقال له أحدهم: من الفج العميق يريد البلد العتيق فأخبر عمر بذلك فقال أوقعوا في هذا قل لهم فما أعظم آية في كتاب الله واحكم آية في كتاب الله وأعدل آية في كتاب الله وأرجى آية في كتاب الله وأخوف آية في كتاب الله فقال له قائلهم أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي [البقرة: 255] واحكم آية في كتاب الله (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) [النحل: 90] وأعدل آية في كتاب الله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وأرجى آية في كتاب الله (ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما) [النساء: 40] وأخوف آية في كتاب الله (من يعمل سواء يجز به) [النساء: 123] فأخبر عمر بذلك فقال لهم عمر أفيكم ابن أم عبد؟ فقالوا نعم وهو الذي [كلمك] قال