التوهم " فإذا وافي الموقف أهل السماوات السبع والأرضين السبع كسيت الشمس حر عشر سنين ثم أدنيت من الخلائق قاب قوس أو قاب قوسين فلا ظل في ذلك اليوم الا ظل عرش رب العالمين فكم بين مستظل بظل العرش وبين واقف لحر الشمس قد أصهرته واشتد فيها كربه وقلقه فتوهم نفسك في ذلك الموقف فإنك لا محالة واحد منهم انتهى اللهم عاملنا برحمتك وفضلك في الدارين فإنه لا حول لنا ولا قوة الا بك.
وقوله تعالى: (كلا ان كتاب الفجار...) يعنى: الكفار وكتابهم يراد به الذي فيه تحصيل أمرهم وأفعالهم ويحتمل عندي أن يكون المعنى وعدادهم وكتاب كونهم هو في سجين اي: هنالك كتبوا في الأزل واختلف في (سجين) ما هو؟ والجمهور ان سجينا بناء مبالغة من السجن قال مجاهد: وذلك في صخرة تحت الأرض السابعة.
وقوله تعالى: (وما ادراك ما سجين) تعظيم لأمر هذا السجين وتعجيب منه ويحتمل أن يكون تقرير استفهام اي: هذا مما لم تكن تعلمه قبل الوحي و (كتاب مرقوم) على القول الأول مرتفع على خبر " ان " وعلى القول الثاني مرتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هو كتاب مرقوم ويكون هذا الكلام مفسرا ل (سجين) ما هو؟
و (مرقوم) معناه مكتوب لهم بشر وباقي الآية بين ثم أوجب ان ما كسبوا من الكفر والعتو قد (ران على قلوبهم) اي: غطى عليها فهم مع ذلك لا يبصرون رشدا يقال: