قوله تعالى (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم...) الآية روى في قصص هذه الآية أن اشراف قريش اجتمعوا عند مرض أبي طالب وقالوا أن من القبيح علينا أن يموت أبو طالب ونؤذي محمدا بعده فتقول العرب تركوه مدة عمه فلما مات آذوه إن ولكن لنذهب إلى أبي طالب فينصفنا منه ويربط بيننا وبينه ربطا فنهضوا إليه فقالوا يا أبا طالب أن محمدا يسب آلهتنا ويسفه آراءنا ونحن لا نقاره على ذلك ولكن افصل بيننا وبينه في حياتك بأن يقيم في منزله يعبد ربه الذي يزعم ويدع آلهتنا وسبها ولا يعرض لأحد منا بشئ من هذا فبعث أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن قومك قد دعوك إلى النصفة وهي أن تدعهم وتعبد ربك وحدك فقال أو غير ذلك يا عم قال وما هو قال يعطونني كلمة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم قالوا وما هي فانا نبادر إليها قال لا إله إلا الله فنفروا عند ذلك وقالوا ما يرضيك منا غير هذا قال " والله لو أعطيتموني الأرض ذهبا ومالا " وفي رواية " لو جعلتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما أرضاني منكم غيرها " فقاموا عند ذلك وبعضهم يقول لبعض (اجعل الآلهة إلها واحدا أن هذا لشئ عجاب) ويرددون هذا المعنى وعقبة بن أبي معيط يقول (امشوا واصبروا على آلهتكم) فقوله تعالى (وانطلق الملأ) عبارة عن خروجهم عن أبي طالب وانطلاقهم من ذلك الجمع هذا قول جماعة من المفسرين.
وقوله (أن امشوا) نقل الامام الفخر ان " أن " بمعنى " أي " انتهى وقولهم (أن هذا لشئ يراد) يريدون ظهور محمد وعلوه أي يراد منا الانقياد له وأن نكون له اتباعا ويريدون بالملة الآخرة ملة عيسى قال ابن عباس وغيره وذلك أنها ملة شهر فيها التثليث.