وما بعده يحتمل أن يكون عطفا على اسم الله ويحتمل أن يكون جبريل رفعا بالابتداء وما بعده عطف عليه (وظهير) هو الخبر وخرج البخاري بسنده عن أنس قال: قال عمر اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية انتهى (وقانتات) معناه مطيعات والسائحات قيل معناه صائمات وقيل معناه مهاجرات وقيل معناه ذاهبات في طاعة الله وشبه الصائم بالسائح من حيث ينهمل السائح ولا ينظر في زاد ولا مطعم وكذلك الصائم يمسك عن ذلك فيستوي هو والسائح في الامتناع وشظف العيش لفقد الطعام.
وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا...) الآية (قوا) معناه اجعلوا وقاية بينكم وبين النار وقوله (وأهليكم) معناه بالوصية لهم والتقويم والحمل على طاعة الله وفي الحديث " رحم الله رجلا قال: يا أهلاه صلاتكم صيامكم [زكاتكم] مسكينكم يتيمكم " (ت) وفي " العتبية " عن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله أذن لي أن أتحدث عن ملك من الملائكة إن ما بين شحمة أذنه وعاتقه لمخفق الطير سبعين عاما " انتهى وباقي الآية في غاية الوضوح نجانا الله من عذابه بفضله والتوبة فرض على كل مسلم وهي الندم على فارط المعصية والعزم على ترك مثلها في المستقبل هذا من المتمكن وأما غير المتمكن كالمجبوب في الزنا فالندم وحده يكفيه والتوبة عبادة كالصلاة وغيرها فإذا تاب العبد وحصلت توبته بشروطها وقبلت ثم عاود الذنب فتوبته الأولى لا تفسدها عودة بل هي كسائر ما تحصل من