العبادات والنصوح بناء مبالغة من النصح أي: توبة نصحت صاحبها وأرشدته وعن عمر: التوبة النصوح هي أن يتوب ثم لا يعود ولا يريد أن يعود وقال أبو بكر الوراق هي أن تضيق عليك الأرض بما رحبت كتوبة الذين خلفوا وروي في ذلك معنى قوله تعالى " يوم لا يخزي الله النبي " أن النبي صلى الله عليه وسلم تضرع مرة إلى الله عز وجل في أمر أمته فأوحى الله إليه إن شئت جعلت حسابهم إليك فقال يا رب أنت أرحم بهم فقال الله تعالى إذن لا أخزيك فيهم.
وقوله تعالى: (والذين آمنوا معه) يحتمل أن يكون معطوفا على النبي فيخرج المؤمنون من الخزي ويحتمل أن يكون مبتدأ و (نورهم يسعى) جملة هي خبره وقولهم (أتمم لنا نورنا) قال الحسن بن أبي الحسن هو عندما يرون من انطفاء نور المنافقين حسبما تقدم تفسيره وقيل يقوله: من أعطي من النور بقدر ما يرى موضع قدميه فقط وباقي الآية بين مما تقدم في غير هذا الموضع.
وقوله سبحانه: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح...) الآية هذان المثلان اللذان للكفار والمؤمنين معناهما أن من كفر لا يغني عنه من الله شئ وينفعه سبب وإن من آمن لا يدفعه عن رضوان الله دافع ولو كان في أسوأ منشأ وأخس حال وقول من قال: إن في المثلين عبرة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعيد. قال ابن عباس وغيره: " خانتاهما " أي في الكفر وفي أن امرأة نوح كانت تقول للناس إنه مجنون وأن امرأة لوط كانت تنم