وقوله تعالى: (أفبهذا الحديث) يعني القرآن المتضمن البعث و (مدهنون) معناه: يلاين بعضكم بعضا ويتبعه في الكفر مأخوذ من الدهن للينه وإملاسه وقال ابن عباس المداهنة هي المهاودة فيما لا يحل والمداراة هي المهاودة فيما يحل ونقل الثعلبي أن ادهن وداهن بمعنى واحد وأصله من الدهن انتهى.
وقوله سبحانه: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) أجمع المفسرون على أن الآية توبيخ للقائلين في المطر الذي ينزله الله تعالى رزقا للعباد: هذا بنوء كذا والمعنى وتجعلون شكر رزقكم وحكى الهيثم بن عدي أن من لغة أزد شنوءة: ما رزق فلان بمعنى ما شكر وكان علي يقرأ: " وتجلون شكركم أنكم تكذبون " وكذلك قرأ ابن عباس ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخبر الله سبحانه فقال: (ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد) [ق: 9، 10، 11] فهذا معنى قوله (أنكم تكذبون) أي: بهذا الخبر قال (ع) والمنهي عنه هو أن يعتقد أن للنجوم تأثيرا في المطر.
وقوله سبحانه: (فلولا إذا بلغت الحلقوم) يعنى: بلغت نفس الانسان والحلقوم مجرى الطعام وهذه الحال هي نزع المرء للموت.
وقوله: (وأنتم) إشارة إلى جميع البشر حينئذ أي: وقت النزع (تنظرون) إليه وقال الثعلبي: (وأنتم حينئذ تنظرون) إلى أمري وسلطاني يعني: تصريفه سبحانه في الميت انتهى والأول عندي أحسن وعزاه الثعلبي لابن عباس.