سهمه وثاب الماء حتى كفى الجيش واتفقت بيعة الرضوان وهي الفتح الأعظم قاله جابر بن عبد الله والبراء بن عازب وبلغ هديه محله قاله الشعبي واستقبل فتح خيبر وامتلأت أيدي المؤمنين وظهرت في ذلك الوقت الروم على فارس فكانت من جملة الفتح فسر بها صلى الله عليه وسلم هو والمؤمنون لظهور أهل الكتاب على المجوس وشرفه الله بأن أخبره أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أي وإن لم يكن ذنب.
(ت) قال الثعلبي قوله (ليغفر لك الله) قال أبو حاتم هذه لام القسم لما حذفت النون من فعله كسرت ونصب فعلها تشبيها بلام " كي " انتهى.
قال عياض ومقصد الآية إنك مغفور لك غير مؤاخذ بذنب أن لو كان انتهى.
قال أبو حيان (ليغفر) اللام للعلة وقال (ع) هي لام الصيرورة وقيل:
هي لام القسم ورد بأن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها وأجيب بأن الكسر قد علل بالحمل على " لام كي " وأما الحركة فليست نصبا بل هي الفتحة الموجودة مع النون بقيت بعد حذفها دالة على المحذوف ورد بأنه لم يحفظ من كلامهم: والله ليقوم ولا بالله ليخرج زيد انتهى.
وفي " صحيح البخاري " عن أنس ابن مالك " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " الحديبية انتهى.
وقوله سبحانه: (ويتم نعمته عليك) أي بإظهارك وتغليبك على عدوك والرضوان في الآخرة والسكينة فعيلة من السكون وهو تسكين قلوبهم لتلك الهدنة مع قريش حتى اطمأنت وعلموا أن وعد الله حق.