عليه وسلم قال " أيما رجل أعمر رجل عمرى له ولعقبه فقال قد أعطيتكها وعقبك ما بقى منكم أحد فإنها لمن أعطيها وأنها لا ترجع إلى صاحبها من أجل أنه أعطى عطاء وقعت فيه المواريث " وعنه قال: إن العمرى التي أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: هي لك ولعقبك، فأما إذا قال: هي لك ما عشت فإنها ترجع إلى صاحبها، قال معمر: وبذلك كان الزهري يفتى.
قلت: معنى القرآن يجرى مع أهل القول الثاني، لأن الله سبحانه قال: " واستعمركم " بمعنى أعمركم، فأعمر الرجل الصالح فيها مدة حياته بالعمل الصالح، وبعد موته بالذكر الجميل والثناء الحسن، وبالعكس الرجل الفاجر، فالدنيا ظرف لهما حياة وموتا. وقد يقال: إن الثناء الحسن يجرى مجرى العقب. وفى التنزيل: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " (1) أي ثناء حسنا. وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقال: " وجعلنا ذريته هم الباقين " (2) وقال: " وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين " (2).
الخامسة - قوله تعالى: (فاستغفروه) أي سلوه المغفرة من عبادة الأصنام.
(ثم توبوا إليه) أي ارجعوا إلى عبادته. (إن ربى قريب مجيب) أي قريب الإجابة لمن دعاه. قد مضى في " البقرة " (3) عند قوله: " فإني قريب أجيب دعوة الداعي " القول فيه.
قوله تعالى: قالوا يصلح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب (62) قال يقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى وآتني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير (63) ويقوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها