قوله تعالى: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال (11) قوله تعالى: (له معقبات) أي لله ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار، فإذا صعدت ملائكة الليل أعقبتها ملائكة النهار. وقال: " معقبات " والملائكة ذكران لأنه جمع معقبة، يقال: ملك معقب، وملائكة معقبة، ثم معقبات جمع الجمع. وقرأ بعضهم - " له معاقيب من بين يديه ومن خلفه ". ومعاقيب جمع معقب (1)، وقيل للملائكة معقبة على لفظ الملائكة.
وقيل: أنث لكثرة ذلك منهم، نحو نسابة وعلامة وراوية، قال الجوهري وغيره. والتعقب العود بعد البدء، قال الله تعالى: " ولى مدبرا ولم يعقب " (2) [النمل: 10] أي لم يرجع، وفي الحديث (3):
" معقبات لا يخيب قائلهن - أو - فاعلهن " فذكر التسبيح والتحميد والتكبير. قال أبو الهيثم: سمين " معقبات " لأنهن عادت مرة بعد مرة، فعل من عمل عملا ثم عاد إليه فقد عقب. والمعقبات من الإبل اللواتي يقمن عند أعجاز الإبل المعتركات على الحوض، فإذا انصرفت ناقة دخلت مكانها أخرى. وقوله: (من بين يديه) أي المستخفي بالليل والسارب بالنهار. (يحفظونه من أمر الله) اختلف في [هذا] (4) الحفظ، فقيل: يحتمل أن يكون توكيل الملائكة بهم لحفظهم من الوحوش والهوام والأشياء المضرة، لطفا منه به، فإذا جاء القدر. خلوا بينه وبينه، قاله ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. قال أبو مجلز:
جاء رجل من مراد (5) إلى علي فقال: احترس فإن ناسا من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل