الشئ أي حصلته، ومنه جبيت الماء في الحوض، قال النحاس. وهذا ثناء من الله تعالى على يوسف عليه السلام، وتعديد فيما عدده عليه من النعم التي آتاه الله تعالى، من التمكين في الأرض، وتعليم تأويل الأحاديث، وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا. قال عبد الله بن شداد بن الهاد: كان تفسير رؤيا يوسف صلى الله عليه وسلم بعد أربعين سنة، وذلك منتهى الرؤيا. وعنى بالأحاديث ما يراه الناس في المنام، وهي معجزة له، فإنه لم يلحقه فيها خطأ.
وكان يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويلها، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم نحو ذلك، وكان الصديق رضي الله عنه من أعبر الناس لها، وحصل لابن سيرين فيها التقدم العظيم، والطبع والإحسان، ونحوه أو قريب منه كان سعيد بن المسيب فيما ذكروا. وقد قيل في تأويل قوله: (ويعلمك من تأويل الأحاديث) أي أحاديث الأمم والكتب ودلائل التوحيد، فهو إشارة إلى النبوة، وهو المقصود بقوله: (ويتم نعمته عليك) أي بالنبوة.
وقيل: بإخراج إخوتك، إليك، وقيل: بإنجائك من كل مكروه. (كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم) بالخلة، وإنجائه من النار. (وإسحق) بالنبوة. وقيل: من الذبح (1)، قاله عكرمة. بما يعطيك. وأعلمه الله تعالى بقوله: " وعلى آل يعقوب " أنه سيعطى بنى يعقوب كلهم النبوة، قاله جماعة من المفسرين. (إن ربك عليم) بما يعطيك. (حكيم) في فعله بك.
قوله تعالى: لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين (7) إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلل مبين (8) اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين (9) قوله تعالى: (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) يعني، من سأل عن حديثهم. وقرأ أهل مكة " آية " على التوحيد، واختار أبو عبيد " آيات " على الجمع، قال:
لأنها خير كثير. قال النحاس: و " آية " هنا قراءة حسنة، أي لقد كان للذين سألوا عن خبر