السادسة والعشرون - قوله تعالى: (ومن عاد) يعنى إلى فعل ا لربا حتى يموت، قاله سفيان. وقال غيره: من عاد فقال إنما البيع مثل الربا فقد كفر. قال ابن عطية: إن قدرنا الآية في كافر فالخلود خلود تأبيد حقيقي، وإن لحظناها في مسلم عاص فهذا خلود مستعار على معنى المبالغة، كما تقول العرب: ملك خالد، عبارة عن دوام ما لا يبقى على التأبيد الحقيقي:
السابعة والعشرون - قوله تعالى: (يمحق الله الربا) يعنى في الدنيا أي يذهب بركته وإن كان كثيرا. روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الربا وإن كثر فعاقبته إلى قل ". وقيل: " يمحق الله الربا " يعنى في الآخرة. وعن ابن عباس في قوله تعالى: " يمحق الله الربا " قال: لا يقبل منه صدقة ولا حجا ولا جهادا ولا صلة. والمحق:
النقص والذهاب، ومنه محاق القمر وهو انتقاصه. (ويربي الصدقات) أي ينميها في الدنيا بالبركة ويكثر ثوابها بالتضعيف في الآخرة. وفى صحيح مسلم (1): " إن صدقة أحدكم لتقع في يد الله فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يجئ يوم القيامة وإن اللقمة لعلى قدر أحد ". وقرأ ابن الزبير " يمحق " بضم الياء وكسر الحاء مشددة " يربي " بفتح الراء وتشديد الباء، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك.
الثامنة والعشرون - قوله تعالى: (والله لا يحب كل كفار أثيم) ووصف كفار بأثيم مبالغة، من حيث اختلف اللفظان. وقيل: لإزالة الاشتراك في كفار، إذ قد يقع على الزارع الذي يستر الحب في الأرض: قاله ابن فورك.
وقد تقدم القول في قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة). وخص الصلاة والزكاة بالذكر وقد تضمنها عمل الصالحات تشريفا لهما وتنبيها على قدرهما إذ هما رأس الأعمال، الصلاة في أعمال البدن، والزكاة في أعمال المال.
التاسعة والعشرون - قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين) ظاهره أنه أبطل من الربا ما لم يكن مقبوضا وإن كان معقودا قبل