السخرية والسخرى والسخرى، وقرئ بهما قوله تعالى: " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا (1) " وقوله:
" فاتخذتموهم سخريا (2) ". ورجل سخرة. يسخر منه، وسخرة - بفتح الخاء - يسخر من الناس.
وفلان سخرة يتسخر في العمل، يقال: خادمه سخرة، وسخره تسخيرا كلفه عملا بلا أجرة.
قوله تعالى: (والله يرزق من يشاء بغير حساب) قال الضحاك: يعنى من غير تبعة في الآخرة. وقيل: هو إشارة إلى هؤلاء المستضعفين، أي يرزقهم علو المنزلة، فالآية تنبيه على عظيم النعمة عليهم. وجعل رزقهم بغير حساب من حيث هو دائم لا يتناهى، فهو لا ينفد. وقيل. إن قوله " بغير حساب " صفة لرزق الله تعالى كيف يصرف، إذ هو جلت قدرته لا ينفق بعد، ففضله كله بغير حساب، والذي بحساب ما كان على عمل قدمه العبد، قال الله تعالى: " جزاء من ربك عطاء حسابا (3) ". والله أعلم. ويحتمل أن يكون المعنى بغير احتساب من المرزوقين، كما قال: " ويرزقه من حيث لا يحتسب (4) ".
قوله تعالى: كان الناس أمة وحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين ء امنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم (213) قوله تعالى: (كان الناس أمة واحدة) أي على دين واحد. قال أبي بن كعب، وابن زيد: المراد بالناس بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم فأقروا له بالوحدانية.
قال مجاهد: الناس آدم وحده، وسمى الواحد بلفظ الجمع لأنه أصل النسل. وقيل: آدم وحواء. وقال ابن عباس وقتادة: المراد بالناس القرون التي كانت بين آدم ونوح، وهي عشرة كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله نوحا فمن بعده. وقال ابن أبي خيثمة: منذ خلق الله