قوله تعالى: ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250) " برزوا " صاروا في البراز وهو الأفيح (1) من الأرض المتسع. وكان جالوت أمير العمالقة وملكهم ظله ميل. ويقال: إن البربر من من نسله، وكان فيما روى في ثلاثمائة ألف فارس.
وقال عكرمة: في تسعين ألفا، ولما رأى المؤمنون كثرة عدوهم تضرعوا إلى ربهم، وهذا كقوله:
" وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير " إلى قوله: " وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا (2) " الآية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي العدو يقول في القتال: " اللهم بك أصول وأجول " وكان صلى الله عليه وسلم يقول إذا لقي العدو: " اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأجعلك في نحورهم " ودعا يوم بدر حتى سقط رداؤه عن منكبيه يستنجز (3) الله وعده على ما يأتي بيانه في " آل عمران (2) " إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين (251) قوله تعالى: (فهزموهم بإذن الله) أي فأنزل الله عليهم النصر " فهزموهم ": فكسروهم.
والهزم: الكسر، ومنه سقاء متهزم، أي انثنى بعضه على بعض مع الجفاف، ومنه ما قيل في زمزم: إنها هزمة جبريل، أي هزمها جبريل برجله فخرج الماء. والهزم: ما تكسر من يابس الحطب.
قوله تعالى: (وقتل داود جالوت) وذلك أن طالوت الملك اختاره من بين قومه لقتال جالوت، وكان رجلا قصيرا مسقاما مصفارا أصغر أزرق، وكان جالوت من أشد الناس وأقواهم وكان يهزم الجيوش وحده، وكان قتل جالوت وهو رأس العمالقة على يده. وهو داود