وهذه الخمسة الأوجه جائزة في قولك: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد تقدم هذا والحمد لله.
(والكافرون) ابتداء. (هم) ابتداء ثان، (الظالمون) خبر الثاني، وإن شئت كانت " هم " زائدة للفصل و " الظالمون " خبر " الكافرون ". قال عطاء بن دينار: والحمد لله الذي قال: " والكافرون هم الظالمون " ولم يقل والظالمون هم الكافرون.
قوله تعالى: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلى العظيم (255) قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) هذه آية الكرسي سيدة آي القرآن وأعظم آية، كما تقدم بيانه في الفاتحة، ونزلت ليلا ودعا النبي صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها. روى عن محمد ابن الحنفية أنه قال: لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض (1) إلى أن أتوا إبليس فأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك، فجاءوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت.
وروى الأئمة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم "؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال: " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم "؟ قال قلت: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فضرب في صدري وقال: " ليهنك العلم يا أبا المنذر ". زاد الترمذي الحكيم أبو عبد الله: " فوالذي نفسي بيده إن لهذه الآية للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ". قال أبو عبد الله:
فهذه آية أنزلها الله جل ذكره، وجعل ثوابها لقارئها عاجلا وآجلا، فأما في العاجل فهي حارسة لمن قرأها من الآفات، وروى لنا عن نوف البكالي أنه قال: آية الكرسي تدعى في التوراة