كما حذفت من يسن (1). والنوم هو المستثقل الذي يزول معه الذهن في حق البشر. والواو للعطف و " لا " توكيد.
قلت: والناس يذكرون في هذا الباب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى عن موسى على المنبر قال: " وقع في نفس موسى هل ينام الله جل ثناؤه فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فينحي أحديهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان - قال - ضرب الله له مثلا أن لو كان ينام لم تمتسك (2) السماء والأرض " ولا يصح هذا الحديث، ضعفه غير واحد منهم البيهقي قوله تعالى: (له ما في السماوات وما في الأرض) أي بالملك فهو مالك الجميع وربه.
وجاءت العبارة ب " ما " وإن كان في الجملة من يعقل من حيث المراد الجملة والموجود. قال الطبري: نزلت هذه الآية لما قال الكفار: ما نعبد أوثانا إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
قوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) " من " رفع بالابتداء و " ذا " خبره، و " الذي " نعت ل " ذا "، وإن شئت بدل، ولا يجوز أن تكون " ذا " زائدة كما زيدت مع " ما " لان " ما " مبهمة فزيدت " ذا " معها لشبهها بها. وتقرر في هذه الآية أن الله يأذن لمن يشاء في الشفاعة، وهم الأنبياء والعلماء والمجاهدون والملائكة وغيرهم ممن أكرمهم وشرفهم الله، ثم لا يشفعون إلا لمن ارتضى، كما قال: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى (3) " قال ابن عطية: والذي يظهر أن العلماء والصالحين يشفعون فيمن لم يصل إلى النار وهو بين المنزلتين، أو وصل ولكن له أعمال صالحة.
وفى البخاري في " باب بقية من أبو أب الرؤية ": إن المؤمنين يقولون: ربنا إن إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا. وهذه شفاعة فيمن يقرب أمره، وكما يشفع الطفل المحبنطئ (4) على باب الجنة. وهذا إنما هو في قراباتهم ومعارفهم. وإن الأنبياء يشفعون فيمن [