نفسه لم يكن أو ما شاء الله من فعل غيره وألجأ إليه كان.
ومتى قالوا لو شاء الله جميع الطاعات لكان القائل إذا حلف أنه يقتضي دينه غدا إنشاء الله إذا لم يقضه يحنث، وأجمعوا على خلافه.
قيل: في الناس من قال إنه يحنث وهو أبو علي ومن قال لا يحنث قال المشيئة دخلت اتفاقا للكلام دون أن تكون شرطا ولأجل ذلك تدخل في الماضي وإن كان الشرط لا يدخل في الماضي.
فإن قيل: هل أفعال العباد بقضاء الله وقدره أم لا؟
قلنا: القضاء في اللغة على أربعة أقسام:
أحدها: بمعنى الخلق والأحداث، " فقضاهن سبع سماوات في يومين " 1) أي خلقهن وأحدثهن.
والثاني: أن يكون بمعنى الحكم، كقوله " الله يقضي بالحق " 2) ومنه اشتقاق القاضي.
والثالث: بمعنى الأمر والالزام، كقوله " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " 3) أي أمر وألزم.
والرابع: بمعنى الأعلام والأخبار، كقوله " وقضينا إلى بني إسرائيل " 4) أي أعلمناهم وأخبرناهم 5).
ولا يجوز أن يكون قضى أفعال العباد بمعنى أحدثها، لأن فعل العبد لا