فيه تعالى، فلا يجوز وصفه بذلك.
وقولهم " إنه جسم لا كالأجسام " مناقضة، لأنه نفي ما أثبت نفيه، لأن قولهم " جسم " يقتضي أن له طولا وعرضا وعمقا، فإذا قيل بعد ذلك " لا كالأجسام " اقتضى نفي ذلك نفيه، فيكون مناقضة.
وليس قولنا " شئ لا كالأشياء " مناقضة، لأن قولنا " شئ " لا يقتضي أكثر من أنه معلوم وليس فيه حس؟، فإذا قلنا " لا كالأشياء المحدثة " لم يكن في ذلك مناقضة.
وقوله " الرحمن على العرش استوى " 1) معناه استولى عليه لما خلقه، كما قال الشاعر 2):
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق وقوله " لما خلقت بيدي " 3) معناه أنه تولى خلقه بنفسه، كما يقول القائل " هذا ما عملت يداك " أي أنت فعلته. وقيل: معناه لما خلقت لنعمتي الدينية والدنيوية.
وقوله " في جنب الله " 4) معناه في ذات الله وفي طاعته.
وقوله " والسماوات مطويات بيمينه " 5) أي بقدرته، كما قال الشاعر 6):
إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين