وحمزة والكسائي " هل ترى " بإدغام اللام في التاء، أي: هل ترى فيها فروجا وصدوعا.
قوله [عز وجل]: (ثم ارجع البصر كرتين) أي: مرة بعد مرة (ينقلب إليك البصر خاسئا) قال ابن قتيبة: أي: مبعدا من قولك: خسأت الكلب: إذا باعدته (وهو حسير) أي: كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه. وقال الزجاج: قد أعيا من [قبل] أن يرى في السماء خللا.
قوله [عز وجل]: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) قد شرحناه في حم السجدة. قوله (وجعلناها رجوما للشياطين) أي: يرجم بها مسترقو السمع. وقد سبق بيان هذا المعني (وأعتدنا لهم): [في الآخرة] (عذاب السعير) وهذا وما بعده قد سبق بيانه إلى قوله: (سمعوا لها شهيقا) أي: صوتا مثل صوت الحمار. وقد بينا معنى الشهيق في هود (وهي تفور) أي:
تغلي بهم كغلي المرجل (تكاد تميز) أي: تتقطع من تغيظها عليهم (كلما ألقي فيها فوج) أي:
جماعة منهم (سألهم خزنتها [ألم يأتكم نذير؟]) وهذا سؤال توبيخ.
قوله [عز وجل]: (إن أنتم) أي: قلنا للرسل: (إن أنتم إلا في ضلال) أي: في ذهاب عن الحق بعيد. قال الزجاج: ثم اعترفوا بأهلهم فقالوا: (لو كنا نسمع) أي: سماع من يعي ويفكر (أو نعقل) عقل من يميز وينظر (ما كنا) من أهل النار (فسحقا). وهو منصوب على المصدر، المعنى: أسحقهم الله سحقا، أي: باعدهم الله من رحمته مباعدة، والسحيق: البعيد.
وكذلك روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس " فسحقا " أي: بعدا. وقال سعيد بن جبير، وأبو صالح:
السحق: واد في جهنم يقال له: سحق.