خبر، كما تقول للرجل: أهلكك الله وقد أهلكك، وجعلك الله صالحا وقد جعلك. وقيل: ذكر يديه، والمراد نفسه، ولكن هذا عادة العرب يعبرون ببعض الشئ عن جميعه، كقوله [عز وجل]:
(ذلك بما قدمت يداك). وقال مجاهد: " تبت يدا أبي لهب وتب " ولد أبي لهب. فأما أبو لهب فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: إن اسمه عبد العزى. وقرأ ابن كثير وحده " أبي لهب " بإسكان الهاء. قال أبو علي: يشبه أن يكون كالسمع والسمع والنهر، والنهر.
فإن قيل: كيف كناه الله عز وجل، وفي الكنية نوع تعظيم؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أنه إن صح أن اسمه عبد العزى، فكيف يذكره الله بهذا الاسم وفيه معنى الشرك؟!
والثاني: أن كثيرا من الناس اشتهروا بكناهم، ولم يعرف لهم أسماء. قال ابن قتيبة: خبرني غير واحد عن الأصمعي أن أبا عمرو بن العلاء، وأبا سفيان بن العلاء اسماهما كناهما، فإن كان اسم أبي لهب كنيته، فإنما ذكره بما لا يعرف إلا به.
قوله [عز وجل]: (ما أغنى عنه ماله) قال ابن مسعود: لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربيه إلى الله عز وجل قال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخي حقا، فإني أفتدي بمالي، وولدي، فقال الله عز وجل: (ما أغنى عنه ماله وما كسب) قال الزجاج: و " ما في موضع رفع. المعنى: ما أغنى عنه ماله وكسبه أي: ولده. وكذلك قال المفسرون: المراد بكسبه هاهنا: ولده. و " أغنى " بمعنى يغني (سيصلى نارا ذات لهب). أي: تلتهب عليه من غير دخان (وامرأته) أي: ستصلى امرأته، وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان. وفي هذا دلالة على صحة نبوة نبينا محمد عليه [الصلاة] والسلام، لأنه أخبر بهذا المعنى