تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٧٤
ويدل عليه ما روي أنه (عليه السلام) لما أتاه اليهود تلا عليهم (ألم) البقرة، فحسبوا وقالوا: كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنة؟ فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: وهل غيره؟ فقال: المص والر والمر. فقالوا: خلطت علينا فلا ندري بأيها نأخذ؟! (1).
فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب وتقريرهم على استنباطهم دليل على ذلك.
وقيل: يمكن حمله على الإشارة بصورها الكتابية الرقمية إلى معان أخر، كما يشيرون بالألف إلى الوجود النازل من علو غيب الاطلاق إلى مراتب التقييد من غير انعطاف. وباللام إليه مع انعطاف من غير أن يتم دائرته، وبالميم إلى تمام دائرته، فيعم مراتب الوجود.
ويمكن أن يجعل تلك الحروف إشارة إلى كلمات هي منها اقتصر عليها، فالألف آلاء الله، واللام لطفه، والميم ملكه.
وروي أن (ألم) معناه أنا الله أعلم (2).
وأن الألف من الله، واللام من جبرئيل، والميم من محمد، أي القرآن منزل من الله على لسان جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله) (3).
وقال الصادق (عليه السلام): الألف حرف من حروف قولك: (الله) دل بالألف على قولك: (الله)، ودل باللام على قولك: (الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين)، ودل بالميم على أنه (المجيد المحمود في كل أفعاله) (4).
وروى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح،

(١) معاني الأخبار: ص ٢٣، باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن، ح ٣، والظاهر أن الحديث نقل ملخصا.
(٢) معاني الأخبار: باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن، ص ٢٢، ح ١، وفيه: أنا الله الملك.
(٣) مجمع البيان: ج ١، ص ٣٢، قال: وعنه أيضا أن (ألم) الألف منه تدل على اسم الله، واللام تدل على جبرائيل، والميم تدل على اسم محمد (صلى الله عليه وآله).
(٤) تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 22، والحديث طويل.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست