تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٧٦
يقصد به.
والآخر (الكاف) الدال على ذكورة المخاطب وإفراده. أما ذكورة المخاطب فلان المخاطب أولا هو النبي (صلى الله عليه وآله) بحسب حقيقة مرتبة الأبوة بالنسبة إلى جميع أفراد الآدميين. كما قيل بلسان مرتبته:
وإني وإن كنت ابن آدم صورة * فلي فيه معنى شاهد بأبوتي وأما إفراده فلانمحاء كثرته النسبية في الوحدة الحقيقية.
الكتب:
الكتب الجمع، يقال: كتبت القربة أي جمعتها، ومنه الكتيبة للجيش، والكتاب بمعناه سمي به المفعول مبالغة، وقيل: بني للمفعول كاللباس ثم أطلق على العبارات المنظومة قبل الكتابة، لان من شأنها أن تكتب، والحقائق العلمية إن كانت معتبرة لا بأحوالها تسمى حروفا غيبية، ومع أحوالها كلمات عينية. والوجودية بلا أحوالها حروفا وجودية، ومع أحوالها كلمات وجودية. والدالة على جملة مفيدة آية، والبعض الجامع لتلك الجمل سورة، ومجموع تلك المعقولات والموجودات كتابا وفرقانا وقرآنا - أيضا - باعتباري التفصيل والجمع.
وفي تركيب قوله: (ألم) مع ما بعده أوجه:
إن جعلت (ألم) اسما للسورة أو للقرآن، أن يكون (ألم) مبتدأ، و (ذلك) مبتدأ ثانيا و (الكتاب) خبره، والجملة خبر المبتدأ الأول. ومعناه أن ذلك الكتاب هو الكتاب الكامل، كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص، وأنه الذي يستأهل أن يسمى كتابا، كما تقول: هو الرجل، أي الكامل في الرجولية، الجامع لما يكون في الرجال من مرضي الخصال.
وأن يكون (ألم) خبر مبتدأ محذوف، أي هذه ألم. ويكون (ذلك) خبرا ثانيا، أو بدلا، على أن (الكتاب) صفة.
وأن يكون (هذه ألم) جملة، و (ذلك الكتاب) جملة أخرى.
وإن جعلت (ألم) بمنزلة الصوت كان (ذلك) مبتدأ خبره (الكتاب) أي ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل، أو (الكتاب) صفة وما بعده خبره. أو قدر مبتدأ محذوف، أي هو، يعني المؤلف من هذه الحروف (ذلك الكتاب).
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست