تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٧٧
وقرأ عبد الله: ألم تنزيل الكتاب، وتأليف هذا ظاهر.
وليس شئ منها آية عند غير الكوفيين. وأما عندهم: فالم في مواقعها، والمص وكهيعص وطه وطسم ويس وحم آية، و (حم عسق) آيتان والبواقي ليست بآيات.
قيل: إن المفسرين متفقون على أن (ذلك) في موضع الرفع، فإما أن يكون خبرا عن (ألم) أو عن محذوف، أو مبتدأ وخبره (ألم) (1).
وأقول: المبتدأ والخبر إذا كانا معرفتين، وجب تقديم المبتدأ، فالخبر في هذه الصورة مع كونه معرفة، كيف يجوز تقديمه.
لا ريب فيه: الريب في الأصل مصدر (رابني) الشئ إذا حصل فيه الريبة.
وهي قلق النفس واضطرابها، قال (عليه السلام): " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " (2)، فإن الشك ريبة والصدق طمأنينة، أي يكون الامر مشكوكا فيه مما تقلق النفس له ولا تستقر، وكونه صحيحا صادقا مما تطمئن له وتسكن، ومنه ريبة الزمان لما يقلق النفوس من نوائبه، فالمراد به الشك، لا معناه المصدري.
وضمير (فيه) راجع إلى الحكم السابق إن كان هناك حكم، أو إلى (الكتاب) أو إلى (ذلك).
وإنما نفى الريب مع كثرة المرتابين، لان الريب مع وضوح مزيحه كلا ريب.
ويحتمل أن يكون المراد أن القرآن ليس مظنة للريب، بمعنى أن العاقل إذا رجع إلى عقله وترك العناد، ظهرت حقيقته وصدقه عليه غاية الظهور، ولم يبق معه شك وريب أصلا.
وأن يكون أن (لا ريب فيه) (للمتقين) و (هدى) حالا عن الضمير المجرور.

(١) في هامش بعض النسخ: القائل مولانا محمد مؤمن السبزواري في تفسيره، منه (قدس سره).
(٢) الوسائل: ج ١٨، كتاب القضاء، باب ١٢، من أبواب صفات القاضي، ص ١٢٢، ح ٣٨، نقلا عن الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره الصغير، وص ١٢٧، ح ٥٦، نقلا عن الشهيد في الذكرى، ومسند أحمد بن حنبل: ج ٣، ص ١٥٣، والحاكم في المستدرك: ج ٢، ص ١٣، كتاب البيوع، وتمامه (فإن الخير طمأنينة وإن الشر ريبة) وفي عوالي اللئالي: ج ١، ص 394، و ج 3، ص 330.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست