(صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله عز وجل قال لي: يا محمد (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القران، وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإن الله عز وجل خص محمدا و شرفه بها، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه، ما خلا سليمان فإنه أعطاه منها (بسم الله الرحمن الرحيم) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطاهرين، منقادا لأمرهم، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة، كل حسنة منها أفضل من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع قارئا يقرؤها كان له ما للقارئ، فليشكر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فيبقي في قلوبكم الحسرة (1).
وأعلم أن (آمين) ليس من القرآن، ولا تجوز قراءته بعد فاتحة الكتاب عند الشيعة، لا للامام ولا للمأموم ولا للمنفرد، وعليه الآثار الواردة عن الأئمة رضوان الله عليهم.
روي في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها، فقل أنت: الحمد لله رب العالمين، ولا تقل: آمين (2).
وروي أيضا أن محمد بن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب: آمين؟ قال: لا (3).
لكن المتسننة ذهبوا إلى أن قراءته بعد فاتحة الكتاب للمأموم مستحبة، لكنه ليس عندهم من القرآن إلا عند مجاهد، وذكروا في ذلك أحاديث تدل على تأكد استحبابها، لا نعرفها. قالوا: قال (عليه السلام): علمني جبرئيل آمين عند فراغي من فاتحة الكتاب، وقال: إنه كالختم على الكتاب (4).