تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٧٩
عليه ملك الموت صكا (1) بالخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة انزل عليه ملك الموت فقال آدم: قد بقي من عمري خمسون سنة، قال: فأين الخمسون سنة التي جعلتها لابنك داود؟ قال: فأما أن يكون نسيتها أو أنكرها، فنزل جبرئيل وميكائيل فشهدا عليه، وقبضه ملك الموت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أول صك كتب في الدنيا (2).
وفيه حديث آخر طويل نحوه غير أن فيه: أن عمر داود كان أربعين سنة فزاده آدم ستين تمام الماءة (3).
وليكتب بينكم كاتب بالعدل: بالسوية لا يزيد ولا ينقص. وهو للاستحباب أيضا.
ولا يأب كاتب: لا يمتنع أحد من الكتاب. وهو للاستحباب أيضا.
أن يكتب كما علمه الله: من كتبة الوثائق، وهو أن يكتب بالعدل.
أو لا يأب أن ينتفع الناس بكتابته كما نفعه الله بتعليمها.
فليكتب: تلك المعلمة، أمر بها بعد النهي عن الاباء، تأكيدا.
وقيل: يجوز أن يتعلق الكاف بالامر فيكون النهي عن الامتناع ثم الامر بها مقيدة، وهو ضعيف.
وليملل الذي عليه الحق: لأنه المقر. والاملال والاملاء واحدة.
وليتق الله ربه: أي المملي أو الكاتب.
ولا يبخس: لا ينقص.
منه شيئا: اي من الحق، أو مما املي عليه.
فإن كان الذي عليه الحق سفيها: ناقص العقل.

(١) الصك. الكتاب: نهاية ابن الأثير: ج ٣، ص ٤٣، باب الصاد مع الكاف الصك بتشديد الكاف: كتاب كالسجل يكتب في المعاملات. مجمع البحرين: ج ٥، ص ٢٧٩. لغة صكك.
(٢) الكافي: ج ٧، ص ٣٧٩، كتاب الشهادات، باب أول صك كتب في الأرض، ح ٢.
(٣) الكافي: ج ٧، ص 378، كتاب الشهادات، باب أول صك كتب في الأرض، ح 1.
(٦٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 ... » »»
الفهرست