تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٦٥
وفي الاخبار ما يدل على الأولين (1).
ويمكن الجمع بأن ابتداء حصول هذه الآية في الدنيا.
إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان: قياما كقيام المصروع، بناء على زعم الناس: أن الشيطان يمس الانسان فيصرع، والخبط صرع على غير اتساق، كالعشواء، أو الافساد.
من المس: متعلق ب‍ (لا يقومون) أي لا يقومون من المس الذي بهم بسبب أكل الربا، أو ب‍ (يقوم) أو ب‍ (يتخبطه) فيكون نهوضهم وسقوطهم كالمصروعين، لا لاختلال عقلهم، ولكن لان الله أربى ما في بطونهم ما أكلوه من الربا فأثقلهم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه، فقلت:
من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس (2).
ذلك: العقاب.
بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا بسبب إنهم نظموا البيع والربا في سلك واحد، لافضائهما إلى الربح، فاستحلوه استحلالا له. وهو من باب القلب، والأصل: إنما الربا مثل البيع، عكس للمبالغة، كأنهم جعلوا الربا أصلا وقاسوا البيع به.
وأحل الله البيع وحرم الربوا في موضع الحال.
في عيون الأخبار: في باب ما كتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تحريم الربا: إنها نهى الله عنه لما فيه من فساد

(١) لاحظ مستدرك الوسائل: ج ٢ ص ٤٧٨ كتاب التجارة، الباب (1) من أبواب الربا.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 93 في تفسيره لآية (الذين يأكلون الربا الآية) من سورة البقرة.
(٦٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 660 661 662 663 664 665 666 667 668 669 670 ... » »»
الفهرست