تخارص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لا يأتون بهما، فأنزل الله تبارك و تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم " إلى قوله: " تنفقون " (1).
وفي مجمع البيان: وقيل: إنها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه في ثمر الصدقة عن علي عليه السلام (2).
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن الله يقبل الصدقات، ولا يقبل منها إلا الطيب (3).
ومما أخرجنا لكم من الأرض: أي من طيباته، فحذف المضاف لدلالة ما تقدم.
ولا تيمموا الخبيث: ولا تقصدوا الردي.
منه: أي من المال، وقرئ بضم التاء وكسر الميم (4).
تنفقون: حال مقدرة من فاعل (تيمموا) ويجوز أن يتعلق به " منه " ويكون الضمير للخبيث والجملة حالا منه.
وقيل: يجوز أن يكون الضمير لما أخرجنا وتخصيصه بذلك، لان التفاوت فيه أكثر.
وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل، فارقه روح الايمان قال: فقال: هذا مثل قول الله عز وجل " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " ثم قال: غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عز وجل: " وأيدهم بروح منه " هو الذي فارقه (5).