ولستم بآخذيه: أي وحالكم أنكم لا تأخذونه في حقوقكم.
إلا أن تغمضوا فيه: إلا أن تتسامحوا فيه، مجاز من أغمض بصره، إذا غضه.
وقرئ من باب التفعيل أي تحملوا على الاغماض، أو توجدوا مغمضين (1).
وفي الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أمر بالنخل أن يزكى يجيئ قوم بألوان من التمر، وهو من أردئ التمر يؤدونه من زكاتهم تمرا، يقال له:
الجعرور والمعافارة، قليلة اللحا عظيمة النوى، وكان بعضهم يجيئ بها عن التمر الجيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تخرصوا هاتين التمرتين ولا تجيئوا منهما بشئ وفي ذلك نزل " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه " والاغماض أن يأخذ هاتين التمرتين (2).
واعلموا أن الله غنى: عن إنفاقكم، وانما يأمركم به لانتفاعكم.
حميد: بقبوله وإثابته.
الشيطان يعدكم الفقر: في الانفاق. والوعد في الأصل شايع في الخير والشر. و قرئ الفقر بالضم والسكون، وبضمتين وفتحتين (3).
ويأمركم بالفحشاء: ويغريكم على البخل. والعرف يسمى البخيل فاحشا. وقيل: المعاصي.
والله يعدكم مغفرة منه: أي في الانفاق.
وفضلا: خلقا أفضل ما أنفقتم.
والله وسع: الفضل لمن أنفق وغيره.