تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٤٧
الروح، فمن بذل ماله لوجه الله ثبت بعض نفسه، ومن بذل ماله وروحه ثبتها كلها، أو تصديقا للاسلام، وتحقيقا للجزاء مبتداء من أصل أنفسهم، أو تثبيتا من أنفسهم عن المن والأذى، كما رواه العياشي عن أبي جعفر عليه السلام وقال:
أنزلت في علي عليه السلام (1).
كمثل جنة بربوة: أي ومثل نفقة هؤلاء في الزكاة كمثل بستان بموضع مرتفع، فإن شجره يكون أحسن منظرا وأزكى ثمرا.
وقرأ ابن عامر وعاصم (بربوة) بالفتح، وقرئ بالكسر، وثلاثتها لغات فيها (2).
أصابها وابل: مطر عظيم القطر.
فاتت أكلها: ثمرتها، وقرئ بالسكون للتخفيف.
ضعفين: نصب على الحال، أي مضاعفا، والضعف المثل، أي مثلي ما كانت تثمر بسبب الوابل.
وقيل: أربعة أمثاله.
وقيل: مثل الذي كان تثمر، كما أريد بالزوج الواحد في قوله: " من كل زوجين اثنين " (3).
فإن لم يصبها وابل: أي فيصيبها طل، أو فالذي يصيبها.
فطل: أو فطل يكفيها، لكرم منبتها وبرودة هوائها، لارتفاع مكانها.
و " الطل " ما يقع بالليل على الشجر والنبات، والمعنى: إن نفقات هؤلاء زاكية عند الله لا تضيع بحال وإن كانت تتفاوت باعتبار ما ينضم إليها من أحواله.
والله بما تعملون بصير: تحذير عن الريا، وترغيب في الاخلاص.

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص 148، ح 485.
(2) قال في تحبير التسيير في قراءات الأئمة العشرة، للمحقق الجزري ص 95، ما لفظه: " عاصم وابن عامر بربوة هنا وفي المؤمنين بفتح الراء والباقون بضمها انتهى " ولم يتعرض للغات الثلاث فيها، وفي مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 377، في الشواذ عن ابن عباس بكسر الراء.
(3) سورة المؤمنون: الآية 27.
(٦٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 642 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 ... » »»
الفهرست