تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٥٢
[يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب (269)] عليم: بالانفاق وغيره.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء " قال: الشيطان يقول: لا تنفق مالك فإنك تفتقر " والله يعدكم مغفرة منه " أي يغفر لكم إن أنفقتم لله، و (فضلا) قال: يخلف عليكم (1).
وفي كتاب علل الشرايع: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن علي، عن عباس، عن أسباط، عن عبد الرحمن قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني ربما حزنت فلا أعرف في حال ولا مال ولا ولد، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد؟ فقال: إنه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان، فإذا كان فرحه كان دنو الملك منه، وإذا كان حزنه كان دنو الشيطان منه، وذلك قول الله تعالى:
" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم " (2).
يؤتى الحكمة من يشاء: مفعول أول آخر للاهتمام بالمفعول الثاني.
ومن يؤت الحكمة: بناؤه للمفعول، لأنه المقصود.
وقرأ يعقوب بالكسر، أي ومن يؤته الله (3).

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 92.
(2) علل الشرايع: ج 1، ص 87، باب 84، العلة التي من أجلها، يغتم الانسان ويحزن من غير سبب ويفرح ويسر من غير سبب، ح 1.
(3) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 140.
(٦٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 ... » »»
الفهرست