المدينة أبا عبد الله عليه السلام فقال له: إن أبا جعفر بعث إلي أن أسألك عن رجل أوصى بجزء من ماله، وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلي إن فسرت ذلك له، وإلا حملتك على البريد إليه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين، إن الله يقول: مما قال إبراهيم " رب أرني كيف تحيي الموتى " إلى قوله: " على كل جبل منهن جزءا " كانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل من عشرة أجزاء جزء واحدا، وإن إبراهيم دعا بمهراس (1) فدق فيه الطير جميعا، وحبس الرؤوس عنده، ثم أنه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا، فأهوى نحو إبراهيم، فقال إبراهيم: ببعض الرؤوس فاستقبله به فلم يكن الرأس الذي استقبله لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره فكان موافقا للرأس، فتمت العدة وتمت الأبدان (2).
وفي الخرائج والجرائح: وروي عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله لإبراهيم: " خذ أربعة من الطير فصرهن إليك " أكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد؟ قال: أتحبون أن أريكم مثله؟ قلنا: بلى، قال: يا طاووس، فإذا طاووس طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب، فإذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازي، فإذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة فإذا حمامة بين يديه، ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها، وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض، ثم أخذ رأس الطاووس فقال: يا طاووس فرأيت لحمه و عظامه وريشه تتميز عن غيرها حتى التصق ذلك كله برأسه وقام الطاووس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازي والحمامة كذلك فقامت كلها أحياء بين يديه (3).