تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٤٣
على من أحسن إليه، والأذى أن يتطاول عليه بسبب ما أنعم عليه، و " ثم " للتفاوت بين الانفاق وترك المن والأذى، ولعلة لم يدخل الفاء عليه.
وقد تضمن ما أسند إليه معنى الشرط، إيهاما بأنهم أهل لذلك وإن لم يفعلوا، فكيف بهم إذا فعلوا.
وفي كتاب الخصال: عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله كره لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها، إلى قوله: وكره المن في الصدقة (1).
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ثلاثة لا يكلمهم الله، المنان الذي لا يعطي شيئا إلا بمنة، والمسبل إزاره (2) والمنفق سلعته بالحلف الفاجر (3).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي، العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة الحديث (4).
قول معروف: رد جميل.
ومغفرة: تجاوز عن السائل الحاجة، أو نيل مغفرة من الله بالرد الجميل، أو عفو عن السائل بأن يعذره ويغتفر رده.
خير من صدقة يتبعها أذى: خبر عنهما، والابتداء بالنكرة المخصصة بالصفة.
والله غنى: عن الانفاق بمن وأذى.

(١) كتاب الخصال: ص ٥٢٠، أبواب العشرين وما فوقه، النهي عن أربع وعشرين خصلة قطعة من حديث ٩.
(٢) قد تكرر ذكر الاسبال في الحديث كما ورد فيه ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة المسبل إزاره، هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا النهاية لابن الأثير:
ج ٢، ص ٣٣٩، لغة (سبل).
(٣) الخصال: ص ١٨٤، ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل، ح ٢٥٣.
(٤) من لا يحضره الفقيه: ج ٢، في فضل الصدقة ص 41، ح 34، وتمام الحديث (وإتيان المساجد جنبا والتطلع في الدور والضحك بين القبور).
(٦٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 637 638 639 640 642 643 644 645 646 647 648 ... » »»
الفهرست