[يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوت الشيطان إنه لكم عدو مبين (208)] رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول علي عليه السلام: قد وهبت ذلك لكم، فيقول الله عز وجل فانظروا عبادي الآن إلى ما نلتموه من علي فداء لصاحبه من ظلاماتكم ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون من ذلك ما يرضي الله عز وجل به خصماء أولئك المؤمنين ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيقولون: يا رب هل بقي من جنتك شئ، إذا كان هذا كله لنا فأين محل سائر عبادك المؤمنين والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها قد جعلت لهم، فيأتي النداء من قبل الله تعالى يا عبادي: هذا ثواب نفس من أنفاس علي الذي اقترحتموه عليه جعلته لكم، فخذوه وانظروا فيبصرونهم، وهذا المؤمن الذي عوض علي عليه السلام إلى تلك الجنان، ثم يرون ما يضيفه الله عز وجل إلى ممالك علي عليه السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له مما شاء الله عز وجل من الأضعاف التي لا يعرفها غيره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " (1) المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
* * *