من قولك: أخذته بكذا حملته عليه.
فحسبه جهنم: كفته جزاء وعذابا. وجهنم علم لدار العقاب، غير منصرف للتأنيث والعلمية، وهو في الأصل مرادف للنار، وقيل: معرب.
ولبئس المهاد: جواب قسم مقدر، والمخصوص بالذم محذوف، للعلم به، و " المهاد " الفراش وقيل: ما يوطأ للجنب.
ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله: طلبا لرضاه.
روى الثعلبي في تفسيره قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وآله الهجرة خلف عليا عليه السلام لقضاء ديونه ورد الودايع التي كانت عنده، وأمره ليلة خروجه إلى الغار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، وقال له: يا علي أتشح ببردي الحضرمي، ثم نم على فراشي، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله.
ففعل ما أمره به، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كل منهما الحياة، فأوحى الله عز وجل إليهما، ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الأرض، فاحفظاه من عدوه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل يقول: بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب، يباهي الله بك ملائكته، فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله، وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب عليه السلام " ومن الناس من يشري " الآية (1).
وروى أخطب خوارزم حديثا يرفعه بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نزل علي جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم الغار فقلت: حبيبي جبرئيل مالي أراك فرحا مستبشرا فقال: يا محمد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب، فقلت: وبماذا أكرمه الله؟ قال: باهى الله بعبادته البارحة ملائكته،