أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني إن كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حسين أجب الرجل فقال الحسين عليه السلام: أما قولك أخبرني عن الناس، فنحن الناس ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " فرسول الله الذي أفاض بالناس، وأما قولك عن أشباه الناس، فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا، وكذلك قال إبراهيم عليه السلام: " فمن تبعني فإنه مني " (1) وأما قولك عن النسناس فهم السواد الأعظم وأشار بيده إلى جماعة الناس، ثم قال: " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا " (2 / 3).
واستغفروا الله: من جاهليتكم في تغيير المناسك.
إن الله غفور رحيم: يغفر ذنب المستغفر وينعم عليه.
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام وقال: في حديث طويل: ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذي أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله: " و اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم " (4) فخرج النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه، وكانت قريش تفيض من المزدلفة، وهي جمع، ويمنعون الناس أن يفيضوا منها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبة