بالناس ساير العرب، وهو المروي عن الباقر (عليه السلام).
والثاني: أن المراد به الإفاضة من المزدلفة إلى مني يوم النحر قبل طلوع الشمس للرمي والنحر.
ومما يسأل على القول الأول أن يقال: إذا كان ثم للترتيب، فما معنى الترتيب هنا؟ وقد روى أصحابنا في جوابه: إن ها هنا تقديما وتأخيرا، وتقديره " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " (1).
وفي تفسير العياشي: عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " أفيضوا من حيث أفاض الناس " قال: أولئك قريش كانوا يقولون:
نحن أولى الناس بالبيت، ولا يفيضون إلا من المزدلفة فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة (2).
وعن رفاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " قال: إن أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام و يقف الناس بعرفة ولا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة، وكان رجلا يكنى أبا سيار وكان له حمار فاره، وكان يسبق أهل عرفة، فإذا طلع عليهم قالوا: هذا أبو سيار ثم أفاضوا، فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة وأن يفيضوا منه (3).
وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " قال: هم أهل اليمن (4).
وفي روضة الكافي: ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن رجلا جاء إلى