تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٩٠
وحسن الخلق.
وفى الآخرة حسنة: رضوان الله والجنة.
وقنا عذاب النار: بالعفو والمغفرة.
أولئك: إشارة إلى الفريق الثاني، أو إليهما.
لهم نصيب مما كسبوا: أي من جنسه، وهو جزائه، أو من أجله، كقوله:
خطيئاتهم أغرقوا " (1) أو مما دعوا به نعطيهم منه ما قدرناه، فسمي الدعاء كسبا، لأنه من الأعمال.
والله سريع الحساب: يحاسب العباد على كثرتهم وكثرة أعمالهم في مقدار لمحة، أو يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب الناس فبادروا إلى الطاعات واكتساب الحسنات.
في كتاب معاني الأخبار: وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال:
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة " قال: رضوان الله والجنة في الآخرة والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا (2).
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طف بالبيت سبعة أشواط وتقول في الطواف اللهم إني أسألك، إلى أن قال عليه السلام: وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " (3).

(١) سورة نوح: الآية ٢٥.
(٢) معاني الأخبار: ص ١٧٤، باب معنى حسنة الدنيا وحسنة الآخرة، ح ١.
(٣) الكافي: ج ٤، ص 406، كتاب الحج، باب الطواف واستلام الأركان. قطعة من حديث 1.
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»
الفهرست